المهرجان الفلكي العاشر في علم الفلك المجماهيري

بفضل المولى عز و جل و الجهود الجبارة التي يبذلها أعضاء جمعية الشِعرى لعلم الفلك في الجزائر اختتم المهرجان الدولي العاشر لعلم الفلك الجماهيري يوم 01/11/2011 بقسنطينة و الذي يصادف ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية المجيدة و الذي حمل شعار " 50 سنة من ارتياد الفضاء".
ارتأت جمعية الشعرى لأن تكون متميزة و رائدة كعادتها و ذلك بتسطير برنامج ثري، متنوع و مختلف في كل طبعة و هذه السنة ارتسمت بالحضور المميز لرائدين فضائيين مع مشاركين عرب، أجانب و جزائريين من مختلف الجمعيات و النوادي بالاضافة إلى دكاترة و باحثين في الجامعات.
http://siriusalgeria.net/salon011/participants.htm#4



ككل عام تفتح الجمعية معرضا فلكيا بالتوازي مع برنامج الملتقى للزوار و الجمهور العام و ذلك للتواصل والاحتكاك بالفلكيين الهواة و المتخصصين المحليين و الضيوف و ذلك لتعريفهم بعلم الفلك و خبايا الكون و أجرام السماء و لتقريبهم أكثر من هذا العلم الذي يجمع بين المتعة و الفائدة.
كان الحضور الجماهيري مميزا من فئات المجتمع و لعل أكثر المشاهد جمالا هي تلك البسمة التي ترتسم على وجوه الأطفال و نظرة الطموح التي تملأ عيونهم و هم يكتشفون مزايا الفضاء.
أما الضيوف الذين أناروا قسنطينة بحضورهم فقد قدموا ما يحملونهم معهم في حقائبهم العلمية للحضور و كانت المواضيع مفيدة و شيقة و تنوعت بين المحاضرات حول النجوم و النيازك و ارتياد الفضاء.
بالحديث عن ارتياد الفضاء، قام رائد الفضاء السويسري كلود نيكوليي بعرض في جامعة قسنطينة حول مسيرته في ارتياد الفضاء و البعثات التي شارك فيها و التي عددها 4، أهمها البعثتان اللتان بُرمجتا لإصلاح تلسكوب هابل الفضائي و تمثلت مهمته في البعثة الأولى في التقاط التلسكوب عن طريق ذراع المناورة الميكانيكي أما في الثانية فكانت تغيير و تحديث كاميرات و أجهزة التلسكوب كما قام بعرض حول التدريبات في الماء و صور فلكية من أروع ما يكون التقطها بنفسه من الفضاء الخارجي . بعد العرض أجاب على الأسئلة المتنوعة للطلبة و الحاضرين و أسال اللعاب لأسئلة أضافية بأجوبته الشافية و الوافية التي تنبع من خبرته الفلكية الطويلة و قد غمر الجميع بتواضعه و بساطته فبادلهم الحديث و المناقشة. يَجدر الذكر أن رائد الفضاء كلود نيكوليي هو فيزيائي فلكي و كان يدرس بجامعة جنيف و عمل بالمرصد الفلكي بجنيف أيضا.





كذلك الأمر بالنسبة لرائد الفضاء الماليزي شيخ مظفر شُكور و هو طبيب مسلم قضى 10 أيام على متن المحطة الدولية الفضائية ليجري تجارب علمية في الطب على الخلايا السرطانية و قد قاسم الجمهور مغامرته الفريدة من خلال العرض الذي قدمه بقصر الثقافة مالك حداد و من أهم النقاط التي سردها هي الصلاة و محافظته على الشعائر الدينية و أدائها في الفضاء. و هي رحلة يبدو أنها استهوت أبهرت الجميع و خاصة الأطفال الذين تهافتوا لالتقاط الصور مع الرائد البطل.





برمجت مائدة مفتوحة في ثاني أيام الملتقى جمعت رؤساء الجمعيات و هم ممثل كل من الوفد النيجيري، التونسي ، اللبناني و الفرنسي، ممثل مركز الدراسات الفيزيائية بالجزائر مع رائدي الفضاء و كان محور الحديث حول "الخمسين سنة من ارتياد الفضاء"
حيث طرحت الأفكار والآراء و فتح النقاش على أوسع الأبواب فكانت التصورات و الطموحات و الآمال واسعة باتساع الكون. لعل الملاحظ هنا هو اللغة الانجليزية التي طفت على غير العادة على لسان الجزائريين بالخصوص.



المسك ختام في ذكرى الثورة المجيدة التي لا تنفك الجمعية أن تجعلها بنكهة علمية ممتعة مع الفرقة المسرحية في عرض انتقل بمن في القاعة إلى الذكرى 100 لصعود الرائد الأول يوري غاغارين إلى الفضاء أي سنة 2061 و مغامرة الشباب الواعد في عالم روبوتات ذكية و رحلات مجانية إلى المريخ و مسرحية "قصتي مع الرقم 10" التي نالت إعجاب الجمهور فصفق لها بحرارة.



دون أن ننسى الأنغام الشذية التي طربت لها لآذان من الصوت المميز و مفاجأة الحفل، الفائز في مسابقة منشد الشارقة أشرف كامل رزوق رفقة فرقة الأنوار الإنشادية التي تعود عليها الجمهور و ألفها.



هكذا كرمت الجمعية ضيوفها وودعت جمهورها على أمل لقائهم في الطبعة 11 من هذا المهرجان الفلكي الفريد و على أمل أن تكون قد أوصلت رسالة العلم إلى شبابنا و شاباتنا و أن تكون قد ساهمت و لو بقسط قليل في محو الجهل العلمي و الفلكي و مد جسور التواصل و التبادل المعرفي بين أفراد المجتمع الفلكي العالمي.

مع التحية الخالصة

فعلا لقد كان مهرجان هذا العام مميزا اكثر من سابقيه خاصة بحضور ضيوف مميزين قدموا اللمسة السحرية للمهرجان و بالطبع لا انسى مجهودات الاعضاء الجبارة بمن فيهم انت عزيزة