Sirius Algeria
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أزمتنا الحضارية2

اذهب الى الأسفل

أزمتنا الحضارية2 Empty أزمتنا الحضارية2

مُساهمة من طرف rahmani yassine الأحد أغسطس 09, 2009 3:12 pm

وهكذا كانت الغايةُ من مفهوم “إسلامية المعرفة” بناءَ الفكر الإسلامي بناءً علمياً منهجياً، محكماً، يتسم بالشمولية والنظرة التحليلية الناقدة، والانضباط العلمي المرتكز إلى سنن الفطرة الكونية؛ لتمكين العقل المسلم من امتلاك القدرة العملية والعقلية النقدية؛ ولتستعيد الأمة عافيتها، وتبني مؤسساتها، وتقضي على جذور الاستبداد والفساد في كيانها، وتحمل بقوة ونجاح مشروع إصلاحها الإسلامي الحضاري العالمي المأمول بإذن الله تعالى.
وبذلك كانت حركة “إسلامية المعرفة” حركة منهجية ناقدة، لا تقف عند إعادة ثقة الأمة بنفسها لتتباهى بتراثها، وتتغنّى بسالف أمجادها والتمترس خلف ذكرياتها، ولا تقف عند حدود التلفيق، والجمع العشوائي الساذج بين الموروث والمستورد، وادّعاء السَّبق والتفوق الموهوم؛ بل كانت دعوة منهجية جادة للتجديد، والمراجعة، والتنقية، وإعادة بناء الأسس، والقضاء على مصادر الانحراف، والتشويه، والجمود؛ لتكون بذلك حركةً حقيقيةً للتجديد والكشف عن سلامة القواعد، ومواجهة علمية صريحة واعية تتسم بالجرأة، وبالصراحة مع الذات؛ لتصحيح المنطلقات، وإعادة بناء العلاقات، وتحرير العقل المسلم، والوجدان المسلم، وحمل الأمة للأمانة وامتلاكها للإرادة حتى تتمكن مجدداً من بناء المشروع الإسلامي الحضاري، الذي يتمتع بمصادره الكلية التي تجمع هداية الوحي وسنن الكون وحقائق الواقع.
إن “إسلامية المعرفة” ليست كتاباًَ يُكتب فحسب، ولا ندوةً تُعقد، ولا كلمةَ فصل تُنطق، ولكنها مهمةٌ فكريةٌ تبدأ وتبقى وتستمر وتتعمق مع الاقتناع الكامل بمنطلقاتها، وإعمال الفكر ودوام عطائه وإبداعه وتجدده. ومع ذلك فإن مسيرة “إسلامية المعرفة” لا تزال بحاجة إلى ترسيخ القناعة، وإرساء القواعد، وتنقية العوالق. ولا يزال أمامها الشيءُ الكثيرُ، حتى نقول: إنَّ القضيةَ قد اتّضحَ مفهومُها، وسلك منهجُها، واشتدَّ عُودُها، وأصبح الفكرُ الإسلامي صبغةً لحياة الأمَّة في واقعها المعاصر، وأسهم كل ذلك في امتلاك الأمة للرؤية الإسلامية الصحيحة والقيم السامية والمفاهيم العلمية، وفي بناء الإنسان المسلم عقلاً ووجداناً، على حد سواء.
ولا يزال المطلوب كبيراً؛ لأن تفاقم الأزمات وتواليها على الأمة، وفداحة الهجمة الفكرية والثقافية والتربوية الغربية على الأمة، وعلى مؤسساتها وشبابها، يدفعُ جُلَّ القيادات الإصلاحية، وجلَّ المثقفين والمفكرين، إلى متابعة قضايا الأزمات الآنية، ويعيق مهمة استقطاب جهودهم واهتماماتهم نحو القضية الفكرية الاستراتيجية.
وإذا كانت الأزمةُ الكبرى، التي تعاني منها الأمة، أزمة داخلية؛ كامنةً في ذاتها وفي ضعف إرادتها، وتشتت طاقتها، فإن الانشغال بالمعارك الجانبية ربما يكون استنـزافاً للإمكانيات وهدراً للطاقات. فهل تستطيع الأمة أن تعيد بناء استراتيجية عملها، بحيث تعطي الأولوية لجهود الإصلاح الفكري والوجداني للأمة؟ وهل يمكنها أن توظف طاقتها في العمل الجاد لبناء
rahmani yassine
rahmani yassine

عدد المساهمات : 252
نقاط : 362
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 41
الموقع : http://rahmaniastro.wordpress.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى