مسامحة الصديق الحميم ...

قال أبو فراس الحمداني (الأمير والفارس الشاعر الحمداني المشهور) في التسامح مع الصديق الحميم "الخليل":

ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَــوْعَ خِلاَّني *** لَيسَتْ مُؤاخذةُ الإخوَانِ من شَـاني
يَجْني الخَليلُ، فأسْتَحلي جِنَايَتَهُ *** حتى أدُلّ عَلى عَفْوِي وَإحسَـــاني
وَيُتْبِعُ الذّنْبَ ذَنْباً حِيــــنَ يَعرِفُني *** عَمــــداً، فأُتْبِـــعُ غُفرَاناً بِغُفْــــرَانِ!
يَجْني عَليّ فأحْنُو، صَافِحاً أبَـــداً *** لا شَيءَ أحسَنُ مِنْ حانٍ على جَانِ!

لا شَيءَ أحسَنُ مِنْ حانٍ على جَانِ!!....

هل يوجد هذا التسامح "المثالي" - اليوم - عندنا؟

الشاعر لا شك أنه صادق فهو معروف بعاطفته الجياشة في سجنه عندما أسر بالروم حيث فاضت قريحته باجود الأشعار عذوبة ورقة خصوصا ما قاله والدته وقد عرفت تلك القصائد التي فالها في أسره بروما "بالروميات" ...
كما يعرف في نفس الوقت بالشجاعة والإقدام، حيث يقول "في إحدى الروميات":

وَقالَ أُصَيْحَابي: الفِرَارُ أوِ الرَّدى *** فقُلتُ: هُمَا أمــــرَانِ، أحلاهُما مُـــرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَــــا لا يَعِيبُني *** وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ !
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ *** وفي اللَّيْلَةِ الظَلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البَـــدْرُ !

وهذه الأبيات الأخيرة من القصيدة المشهورة التي عنتها " أم كلثوم" والتي مطلعها :

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ *** أمَا لِلْهَوَى نَهْيٌ عَلَيْكَ وَلا أمْرُ

تحياتي

جميلة جدا هذه الابيات فعلا هذا التسامح المثالي هو الذي يجعل الصداقة تدوم بل و تزداد تمسكا لكنه كما قلت تسامح مثالي و ندرته واضحة في وقتنا هذا
شكرا