حــصة الخميس 03 جمادى الثانية 1430 هـ/ 28 مـاي 2009

من طرف Bakir الخميس مايو 28, 2009 12:51 pm

السلام عليكم

نفس المكان وليس نفس التاريخ ولا حتى نفس الموعـد كانت جمعية الشعرى لعلم الفلك على لـقاء مع مستمعي إذاعة سيرتا الأوفياء لـنادي المعرفـة الذي أشعل شمعته الحادي عشر خلال هذه السنة، قـاد مكوك الشعرى هذه المـرة العـضو المتمرّس وفـاء رفقة فـاتح وبـكير.

كان موضوع الحصة الأساسي التلسكوب الفضائي هـابل والفوائد الجمة التي قدّمها ولا زال للبشرية وذلك بمناسبة آخر مهمة لإصلاح التلسكوب فبدأت وفاء باهتمام الإنسان بالسماء منذ القدم وابتكار آلات قياس و رصد بسيطة عبر الحضارات المتعاقبة إلى أن وصلنا إلى نقطة التحول الأساسية في تاريخ علم الفلك وذلك باكتشاف التلسكوب "المنظار" وتوجيهه للسماء من طرف الفلكي الإيطالي غاليليو غاليلي سنة 1609م أي أربعة قرون بالضبط من الآن-ولذا اختيرت سنة 2009 كسنة دولية لعلم الفلك تخليداً لذكر هذه الفلكي الفذ ولأعماله الجبارة- فقد تمكّن غاليليو من خلال توجيه أنبوب منظاره البسيط –الذي لا يعادل تكبيره الآن حتى تكبير أبسط المناظير التي يلعب بها الأطفال...؟- فاكتشف تضاريس القمر وأطوار الزهرة والبقع الشمسية وأقمار المشتري الأساسية وغيرها،أتى فاتح بعد ذلك على أهم الحضارات التي أنشأت مراصد فلكية عبر التاريخ كالبابليين والمصريون القدماء وغيرهم وبسرعة كانت المراصد الضخمة تزدهر في أوروبا خلال القرن السابع عشر والثامن عشر خاصة مع الفلكي ويليام هرشل،ولأن الغلاف الجوي كان عائقاً أساسياً لرصد وتصوير الأجرام السماوية لما يسببه من تشوه للصور و زيغ لوني وغيره من العيوب فقد تم التفكير في وضع مرصد في المدار بعيد عن الغلاف الجوي فكان التلسكوب هابل والذي بدأت فكرته من ما قبل سبعينات القرن العشرون ليرى النور في 25 أفريل 1990 أين وضع التلسكوب في المدار وبعد مهمة إصلاح أولى بدأ التلسكوب بفك أسرار هذا الكون الفسيح وسير أغواره وقبل ذلك أتى لنا فاتح على شخصية أدوين هابل والذي سمي التلسكوب تخليداً لذكراه وهو الرجل الذي درس الحقوق قبل أن يغيّر وجهته تماماً ليدرس علم الفلك وليحقق إحدى أعظم اكتشافات القرن الماضي على الإطلاق ألا وهي أن الكون في توسع مستمر سنة 1929 م وذلك من خلال دراسته لأطياف انزياح المجرات واستعمال ظاهرة الانزياح نحو الأحمر Red shift وكذا اكتشافه للمحتوى الحقيقي للكون وأن مجرة أندرو ميدا تقع خارج درب التبانة ..الخ.

أتي لنا التلسكوب هابل بما لم تشهده البشرية من قبل من صور عالية الدقة وللأجرام البعيدة جداً والنائية في هذا الكون المترامي الأطراف وتمكّن من تفسير عديد الظواهر الفلكية ومن إثبات نظرية الانفجار العظيم Big Bang كما تمكّن من تقدير عمر الكون بحوالي 13.7 مليار سنة وقام العلماء بفضله بدراسة الغلاف الجوي لكواكب وأقمار النظام الشمسي ،كما قام العلماء بالكشف عن الطاقة الظلماء ذلك اللغز المحيّر إلى الآن...الخ ، أما عن التلسكوب فهو عبارة عن أنبوب طوله 13 م تقريباً وقطره 4 أمتار يزن 11 طناً وقطر مرآته الرئيسية 240 سم يدور على ارتفاع 600 كلم تقريباً ويستغرق 97 دقيقة لإتمام دورة واحدة حول الأرض ومهمة الإصلاح الأخيرة تمكّنت من رفع قدرة التلسكوب 90 مرة ومن رفع عمره الإفتراضي إلى عام 2014 م.لنعرّج مع فاتح إلى بعض الأرقام العجيبة عن النظام الشمسي.

أتينا بعد ذلك إلى ركـن الفلكي الصغير وهذه المرة مع عملاق النظام الشمسي إنه المشتري طبعاً وذلك مع وفاء ثم مع المخترع الجزائـري الأستاذ عقابي وعن اختراعه العبقري في مجال القياسات الفلكية لتختتم جولتنا التي دامت ساعة كاملة على غير المعتاد ومن الساعة الثانية إلى الثالثة زوالاً ضاربين موعداً جديداً متجدداً مع مستمعي إذاعة سيرتا ونـادي المعرفـة الأسبوع المقبل.

هل من تفاصيل لم يتم ذكرها فاتح و وفــاء؟