فن السرور
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فن السرور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من أعظم النعم سرور القلب، واستقراره وهدوءه، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس، وقالوا إن السرور فن يدرس، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه.
- والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث، ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفائه، تشرق النفس.
- إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس، رواحل للهموم والغموم والأحزان، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات، وخفت عليه الأزمات.
- إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأهون ما تمر به الوحول
- ومن أعداء السرور ضيق الأفق، وضحالة النظرة، والاهتمام بالنفس فحسب، ونسيان العالم وما فيه، والله قد وصف أعداءه بأنهم (أهمتهم أنفسهم)، فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم، فلا يفكرون في غيرهم، ولا يعيشون لسواهم، ولا يهتمون للآخرين. إن علي وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا، ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا، فنكسب أمرين: إسعاد أنفسنا، وإسعاد الآخرين.
- من الأصول في فن السرور: أن تلجم تفكيرك وتعصمه، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد، {وتوكل على الحي الذي لا يموت}.
- ومن الأصول أيضا في دراسة السرور: أن تعطي الحياة قيمتها، وأن تنزلها منزلتها، فهي لهو، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود، لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع، وجالبة الكوارث، فمن هذه صفتها كيف يهتم بها، ويحزن على ما فات منها. صفوها كدر، وبرقها خلب، ومواعيدها سراب بقيعة، مولودها مفقود، وسيدها محسود، ومنعمها مهدد، وعاشقها مقتول بسيف غدرها.
- أبني أبينا نحن أهل منازل *** أبدا غراب البين فيها ينعق
- نبكي على الدنيا وما من معشر *** جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
- أين الجبابرة الأكاسرة الألى *** كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا
- من كل من ضاق الفضاء بعيشه *** حتى ثوى فحواه لحد ضيق
- خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا *** أن الكلام لهم حلال مطلق
- وفي الحديث: (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم) وفي فن الآداب: وإنما السرور باصطناعه واجتلاب بسمته، واقتناص أسبابه، وتكلف بوادره، حتى يكون طبعا.
- إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم.
- حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار
- بينا ترى الإنسان فيها مخبرا *** ألفيتة خبرا من الأخبار
- طبعت على كدر، وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
- ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
- وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هاو
- والعيش نوم والمنية يقظة *** والمرء بينهما خيال ساري
- فاقضوا مآربكم عجالا إنما *** أعماركم سفر من الأسفار
- وتركضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسترد فإنهن عوار
- ليس الزمان وإن حرصت مسالما *** طبع الزمان عداوة الأحرار
- والحقيقة التي لا ريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن، لأن الحياة خلقت هكذا .
- منقول ...الشيخ عائض القرني
ELIM- Admin
- عدد المساهمات : 168
نقاط : 241
تاريخ التسجيل : 12/12/2008
الموقع : www.techniques-ingenieur.fr
رد: فن السرور
شكرا فاتح على الموضوع الجميل والذي يبعث السرور
لا أدري لماذا لا تأخذ هذه المواضيع حقها من الردود والنقاش بينما تشهد مواضيع أخرى ليست بالأساسية اكتضاضا حتى لا يكاد يكون هناك متسع لتصفحها جميعا
أرجوا أن يأخذ الأعضاء هذا الأمر بعين الاعتبار ويحاولوا توزيع المواضيع على حسب الأركان بشكل متوازن وفي المقام الأول المواضيع الفلكية
شكرا
لا أدري لماذا لا تأخذ هذه المواضيع حقها من الردود والنقاش بينما تشهد مواضيع أخرى ليست بالأساسية اكتضاضا حتى لا يكاد يكون هناك متسع لتصفحها جميعا
أرجوا أن يأخذ الأعضاء هذا الأمر بعين الاعتبار ويحاولوا توزيع المواضيع على حسب الأركان بشكل متوازن وفي المقام الأول المواضيع الفلكية
شكرا
عزيزة- عدد المساهمات : 548
نقاط : 623
تاريخ التسجيل : 07/12/2008
رد: فن السرور
فعلا هو فن يجب علينا جميعا تعلمه و اتقانه حتى نعيش حياة هنيئة سعيدة و نستطيع التغلب على كل المازق و الصعوبات .....شكرا اليم موضوع متميز جدا...
وفاء- عدد المساهمات : 443
نقاط : 545
تاريخ التسجيل : 13/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى