قياس محيط الأرض في عصر المأمون

كان العديد من العرب المسلمين يعتقدون بكروية الأرض واستدلوا على ذلك بمراقبة النجوم التي تظهر في الأفق الجنوبي ,إذ لاحظوا أن نجم سهيل canopus في برج السفينة يظهر عاليا في الأفق الجنوبي من اليمن ولكن كلما تحركنا شمالا يبدأ النجم ينحدر إلى أن يغيب وراء الأفق في بلاد الشام.


وكذلك تظهر نجوم جديدة في الأفق الشمالي كلما تحركنا نحو الشمال كما يرتفع نجم القطب الشمالي وتزداد زاوية ميله عن الأفق .

وقد اطلع المأمون ابن الخليفة هارون الرشيد على النظريات والأبحاث التي وضعها الإغريق فأوجدوا محيط الأرض فأراد أن يتحقق منها, فطلب من أبناء موسى بن شاكر وهو من أشهر علماء الفلك في ذلك العصر التحقق منها. فعينوا فريقين مؤهلين لهم معرفة بعلم الفلك وكانت كل من الفريقين مجهزا بالحبال والإسطرلاب والربيعة.



اتجهت الفرقة الأولى إلى صحراء سنجار وهي برية واسعة مستوية تقع إلى الشمال من تدمر بين نهري دجلى والفرات تمتد من خط عرض 34° شمالا إلى 36° شمالا.



اختارت الفرقة موقعا في الصحراء على خط عرض 35° شمالا تقريبا وقاسوا من ذلك الموقع زاوية ميل نجم القطب الشمالي عن الأفق ووجدوها حوالي 35° ثم ضربوا وتدا في ذلك الموقع ثم تحركوا شمالا من موقع الوتد بعد أن ربطوا به حبلا وظلوا يمشون شمالا إلى أن أصبحت زاوية ميل نجم القطب الشمالي تزيد درجة عن الموقع الأول )حوالي 26° ( ثم عادوا إلى موقع الوتد و ربطوا الحبال وظلوا يمشون جنوبا بدون انحراف إلى أن نقصت زاوية ميل نجم القطب الشمالي بدرجة واحدة لزيادة التأكيد.

عند ذلك قاسوا طول الحبال التي تعادل درجة من درجات محيط الكرة الأرضية وكان متوسط طول الحبال 2/563 ميل عربي وبضرب المسافة التي تكافئ درجة واحدة في 360 درجة حصلوا على طول محيط الكرة الأرضية .وقد قامت الفرقة الثانية بنفس العمل في برية الكوفة .



اختلف العلماء على مقدار طول الميل العربي واتفقوا أخيرا على أنه يساوي 4000 ذراع سوداء والذراع السوداء تساوي 493.3 مم لذلك فان الميل العربي يساوي 111.732 كم أي أن محيط الأرض حسب تلك القياسات يساوي 111.732 * 360 =40223.7 كم وقطر الأرض 12704 كم



وبالمقارنة مع القياسات الحديثة لمحيط الأرض =39941 كم القطر=12744 كم يظهر لنا أن قياساتهم كانت دقيقة بالنظر للوسائل المتوفرة في ذلك العصر.

هؤلاء أجادانا فأين نحن منهم
والله لن تقوم لنا قائمة إلا بسلوك
الدرب التي سلكواوانظروا إلى مقدار
تعبهم وجهدهم فرغم قلة الإمكانات فعلوا مافعلوا
بوركت الاخت عزيزة على موضوعاتك فهي في المستوى

شكرا لك
فقط النص مأخوذ من كتاب الفلك والأنواء من مكتبة الجمعية
فقد أعجبني الموضوع كثيرا لهذا قمت بإدراجه
والكتاب في الحقيقة كله رائع من الغلاف إلى الغلاف خاصة لمن يبحث عن تسميات الأجرام السماوية باللغة العربية

سلام
مادراك يا الأخت عزيزة على الموضوع
مشكووورة ربي يكملك

الموضوع رائع و قيم جدا..و يبرز ما قدمه أجدادنا الافاضل لخدمة العلم ...و خاصة علم الفلك اذ كان من اولى العلوم التي اهتم بها العرب قديما...أفرح كثيرا كلما تحدثنا عن اجدادنا العلماء ....فما قدموه للانسانية يستحق منا التقدير و التبجيل ...رحم الله كل علمائنا الاجلاء...و ارجو ان نكون خير خلف لخير سلف ....قولو ..اااااااامين

آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
يا رب العالمين