تطور العلم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تطور العلم
تطور العلم
إن أهم صفة تجعل العلم نمطا فكريا مميزا هي النسبية، و هذه الخاصية تمنحه مرونة تفرض عليه طبيعة لا مستقرة في مساره، و هذا ما يجعله في حركة دائمة، مما يعني أنه في تغير و تطور دائمين ، و هذا التطور أو التقدم لا يستقيم في الواقع و الذهن إلا من خلال شكلين : الاتصال و الانفصال.
و تحمل الفلسفة على عاتقها عبء التحليل و النقد ، فتقيم مسار العلم من خلال الابستيمولوجيا أو فلسفة العلوم ، و هنا تأخذ منحى نقديا يتجاوز الترتيب الكرونولوجي للأحداث، و الذي يُعنى به تاريخ العلوم لأنها لا تهدف إلى البحث عن الأصول ، بل تنزع نحو الأزمات التي يمر بها العلم في تقدمه ، وتكشف عن الأخطاء التي يتعثر فيها و تتجه بالنقد إلى مبادئ و فروض و نتائج العلوم المختلفة.
و تاريخ العلم الابستيمولوجي هو الذي يحدد النظرة الفلسفية للعلم ، و من هنا نجد مؤرخين للعلم لكنهم إبستيمولوجيون أمثال "غاستون باشلار" و"توماس كون"، وهما من أشد فلاسفة العلم المؤيدين لفكرة الانفصال في العلم ، و كان منطلقهم هو التساؤل عن أسباب الانتقال من مستوى معرفي معين إلى مستوى آخر.
و هنا يرى" باشلار" أن العلم سلسلة منفصلة الحلقات ،فهناك تناقض دائم بين المعارف السابقة و المعارف اللاحقة، و هذا ما يستوجب الانتقال من طور معرفي إلى طور آخر لأن المعرفة السابقة تشكل عائقا ابستيمولوجيا يعيق تطور العلم، و هذا ما يستلزم وضع خط فاصل بينهما من خلال القطيعة الابستيمولوجية، و يورد " باشلار"في كتابه "العقلانية التطبيقية" التناقض بين قانون الإنارة قديما و حديثا ، ففي القديم لا تضيء الشمعة إلا إذا احترقت ، أما حديثا فالإنارة قائمة على اللا إحتراق ، فإذا احترق المصباح انطفأ، وهكذا يكشف العلم عن طبيعته الجدلية فيمارس الحوار و القطيعة معا.
وعليه فالعلم لا يتقدم إلا من خلال إقصاء المحاولات الأولى من طريقه، كما يتم التقدم العلمي أيضا من خلال استبدال إطار معرفي أو نموذج بآخر ، وهذا ما أكد عليه "توماس كون"، فعندما تعجز المعرفة القائمة على الوصول إلى حلول للأسئلة المطروحة تحدث الأزمة ، وهذا ما يستلزم استبدال النموذج القديم بنموذج جديد يتجاوزها و هذا ما يعرف بالثورة العلمية التي يعرفها في كتابه" بنية الثورات العلمية" بأنها« سلسلة الأحداث التطورية غير التراكمية التي يستبدل فيها نموذج إرشادي قديم كليا أو جزئيا بنموذج إرشادي جديد متعارض معه».و تاريخ علم الفلك بين ضرورة الانتقال من نموذج "بطليموس" إلى نموذج" كوبرنيك"
و لكن إذا كانت حركة العلم لا تجعله يسير في خط مسقيم متواصل، فهذا لا يعني أنه مجرد قطائع ، فلا يمكن أن يكون قد نشأ من فراغ ، و من الموضوعي الاعتراف بأثر المعارف السابقة على المعارف اللاحقة حتى و إن كانت ساذجة ، والابستيمولوجيا اليوم تؤكد على صعوبة الفصل بين الأنماط الفكرية ، فما يفصل بينها خط رفيع يكاد يتلاشى لأنها تتعايش في نسيج العقل و المجتمع رغم التناقض الموجود بينها.
إن أهم صفة تجعل العلم نمطا فكريا مميزا هي النسبية، و هذه الخاصية تمنحه مرونة تفرض عليه طبيعة لا مستقرة في مساره، و هذا ما يجعله في حركة دائمة، مما يعني أنه في تغير و تطور دائمين ، و هذا التطور أو التقدم لا يستقيم في الواقع و الذهن إلا من خلال شكلين : الاتصال و الانفصال.
و تحمل الفلسفة على عاتقها عبء التحليل و النقد ، فتقيم مسار العلم من خلال الابستيمولوجيا أو فلسفة العلوم ، و هنا تأخذ منحى نقديا يتجاوز الترتيب الكرونولوجي للأحداث، و الذي يُعنى به تاريخ العلوم لأنها لا تهدف إلى البحث عن الأصول ، بل تنزع نحو الأزمات التي يمر بها العلم في تقدمه ، وتكشف عن الأخطاء التي يتعثر فيها و تتجه بالنقد إلى مبادئ و فروض و نتائج العلوم المختلفة.
و تاريخ العلم الابستيمولوجي هو الذي يحدد النظرة الفلسفية للعلم ، و من هنا نجد مؤرخين للعلم لكنهم إبستيمولوجيون أمثال "غاستون باشلار" و"توماس كون"، وهما من أشد فلاسفة العلم المؤيدين لفكرة الانفصال في العلم ، و كان منطلقهم هو التساؤل عن أسباب الانتقال من مستوى معرفي معين إلى مستوى آخر.
و هنا يرى" باشلار" أن العلم سلسلة منفصلة الحلقات ،فهناك تناقض دائم بين المعارف السابقة و المعارف اللاحقة، و هذا ما يستوجب الانتقال من طور معرفي إلى طور آخر لأن المعرفة السابقة تشكل عائقا ابستيمولوجيا يعيق تطور العلم، و هذا ما يستلزم وضع خط فاصل بينهما من خلال القطيعة الابستيمولوجية، و يورد " باشلار"في كتابه "العقلانية التطبيقية" التناقض بين قانون الإنارة قديما و حديثا ، ففي القديم لا تضيء الشمعة إلا إذا احترقت ، أما حديثا فالإنارة قائمة على اللا إحتراق ، فإذا احترق المصباح انطفأ، وهكذا يكشف العلم عن طبيعته الجدلية فيمارس الحوار و القطيعة معا.
وعليه فالعلم لا يتقدم إلا من خلال إقصاء المحاولات الأولى من طريقه، كما يتم التقدم العلمي أيضا من خلال استبدال إطار معرفي أو نموذج بآخر ، وهذا ما أكد عليه "توماس كون"، فعندما تعجز المعرفة القائمة على الوصول إلى حلول للأسئلة المطروحة تحدث الأزمة ، وهذا ما يستلزم استبدال النموذج القديم بنموذج جديد يتجاوزها و هذا ما يعرف بالثورة العلمية التي يعرفها في كتابه" بنية الثورات العلمية" بأنها« سلسلة الأحداث التطورية غير التراكمية التي يستبدل فيها نموذج إرشادي قديم كليا أو جزئيا بنموذج إرشادي جديد متعارض معه».و تاريخ علم الفلك بين ضرورة الانتقال من نموذج "بطليموس" إلى نموذج" كوبرنيك"
و لكن إذا كانت حركة العلم لا تجعله يسير في خط مسقيم متواصل، فهذا لا يعني أنه مجرد قطائع ، فلا يمكن أن يكون قد نشأ من فراغ ، و من الموضوعي الاعتراف بأثر المعارف السابقة على المعارف اللاحقة حتى و إن كانت ساذجة ، والابستيمولوجيا اليوم تؤكد على صعوبة الفصل بين الأنماط الفكرية ، فما يفصل بينها خط رفيع يكاد يتلاشى لأنها تتعايش في نسيج العقل و المجتمع رغم التناقض الموجود بينها.
نبيلة- عدد المساهمات : 13
نقاط : 19
تاريخ التسجيل : 20/06/2009
العمر : 43
رد: تطور العلم
حقا أن أتفق معك تمام الإتفاق و المعرفة الإنساني العلمية خط تطورها لا يسير دائما في خط مستقيم، لنه أيضا لا يعدم مانسميه بما قبل العلم ، لعله من يشكله ويطبعه بطابع خاص، قد يميز الحقب العلمية المتولية في تاريخ العلم والتي نطلق عليها عادة بالثورات العلمية، وهدا ما غفل عنه باشلار
وافية- عدد المساهمات : 32
نقاط : 37
تاريخ التسجيل : 06/09/2009
مواضيع مماثلة
» العلم بين الفكرين
» بين العلم والعقل
» مجلة آفاق العلم
» عباقرة العلم عند العرب
» تاريخ العلم والابستيمولوجيا
» بين العلم والعقل
» مجلة آفاق العلم
» عباقرة العلم عند العرب
» تاريخ العلم والابستيمولوجيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى