اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
التطور التفكيكي لقواعد المفاهيم
تشكل قواعد المفاهيم التي ذكرناها (تأصيلاً) لمناهج المعرفة البشرية في أطرها العامة، سواء تلك التي قعّدت نفسها على جدل الطبيعة أو جدل الغيب أو جدل الإنسان، أو ما بين هذه الجدليات على تفاوت في نسبية العلاقة، أو المسميات أو مراحل التطور العقلي بداية من الإحيائية (Animistic) ومروراً باللاهوت وإنتهاءاً بالعقل الوضعي بين مرحلتيه، الطبيعي العام ثم الطبيعي المقيد إلى العلم.
يمت كل ذلك إلى (أصولية المعرفة) وجذورها التقليدية، حيث بدأ العالم الصناعي المتقدم ومنذ الثلاثينات وبداية بحلقة فيينا في نسج قاعدة جديدة للمفاهيم اتسمت بالنزعة الإبستمولوجية (Epistemology) التي فتحت الأصول التقليدية السابقة للمعرفة على النسبية المفضلة للاحتمالية، وعلى التحليلية المتماهية مع الثورة الفيزيائية التي هيمنت على الظواهر بمنطق التفكيك.
فالإبستمولوجيا تحرير للمعرفة من الأصولية التقليدية أوجدت قاعدة جديدة للمفاهيم بما في ذلك تحليل المفاهيم نفسها والحفر لا في تاريخ ميلادها فحسب ولكن كيفية إنتاجها ضمن شروط تاريخية معينة للوعي والدلالة، فاتخذت قواعد المفاهيم أطراً جديدة تحررت من ثوابت كل المناهج السابقة، وضعية كانت أو غيبية.
التحرر المعرفي والقطيعة المعرفية
صحيح أن الكثير من المفكرين قد اتخذ من هذا التحرر المعرفي الإبستمولوجي في ظل التحليلية النقدية العلمية المفتوحة ذريعة لإحداث قطيعة معرفية مع الأصولية التقليدية التي انبنت عليها قواعد المفاهيم التقليدية السابقة، غير أن الأمر يختلف لدى بعض آخر من أمثال كاتب هذه السطور. فليس المحتوم هو امتشاق المعرفية لإحداث قطيعة معرفية مع (الموضوعات) التي استثارتها الخبرة الإنسانية في ماضيها، سواء أكانت غيبية أو وضعية، وإنما المطلوب هو “إعادة إكتشافها” وفق توجهات المنهج المعرفي الإبستمولوجي المعاصر وأدواته التحليلية المفتوحة. فمادة المواضيع الموروثة تبقى قائمة (الله) سبحانه وتعالى وكذلك القوانين الطبيعية، ولكن الذي يختلف منهجياً هو تأسيس قواعد مفاهيم جديدة للتعامل مع جدل الغيب وجدل الطبيعة، القضية هنا إعادة اكتشاف بمنطق تحليلي نقدي علمي مفتوح.
قد حطمت الإبستمولوجيا الدغمائية الوضعية، ولكنها حطمت أيضاً الدغمائية اللاهوتية ومترسبات الإحيائية ولكن مع وجود فارق أساسي في طبيعة تحطيم المادتين بسبب من كيفية التناول. فتحطيم البناء الوضعي الدغمائي سهل جداً في مجرى التطور الذهني بإتجاه الإبستمولوجيا، لأنه تطور ينبعث من ذات موجبات العقل الطبيعي وفي سبيل مزيد من إحداث التطور في مجريات هذا العقل الطبيعي أما تحطيم المادة الغيبية فيتم في إطار نفس المنازلة والمجابهة بين العقل الطبيعي وعالم الغيب اللامرئي، حتى ضمن مستوياته التقليدية فالإبستمولوجيا تعمد لاستبعاد الغيب إلى دافعين:
أولاً: استكانتها للمنطق العقلي الطبيعي الوضعي الموروث الذي ولدت ضمنه وإن تمردت عليه.
وثانياً: لأن الغيب بوصفه ما فوق الطبيعة ليس في متناول إحداثياتها وطبيعة المادة التي تعالجها.
ولكن، وهنا الجانب الإيجابي الخطير، إنَّ المنهج الإبستمولوجي العلمي التحليلي النسبي الإحتمالي المفتوح الذي أدان ويدين كل الثوابت المعرفية والدغمائية بإعادة اكتشافها وتحليلها يتخذ منطقياً ذات الموقف تجاه ثوابت الغيب بأصوله اللاهوتية والإحيائية ليعيد طرح مادته –المادة الغيبية- ضمن معايير الاحتمالات طالما أن المنطق الإبستمولوجي نفسه يرفض تأسيس مذهبية وضعية مطلقة.
إذن: ماهو فوق الطبيعة أو وراء الطبيعة يشكل مادة للبحث، ولكن ما مدى القابلية لبحثه وفق مواصفات المنهج المعرفي؟ هنا الإشكالية التي تدفع البعض لاستبعاده؛ لأنه ببساطة خارج منطوق البحث ودائرته. ولكن هذه الخلاصة تشكل ردة في الإبستمولوجيا إلى التقيد بالمذهبية الوضعية التي سبق لإرثها العقلي الطبيعي أن رفض التعامل مع ما هو فوق الطبيعة وإعطاءها حقها في البحث الإبستمولوجي كإمكانية وجودية قائمة. خصوصاً وأن الإبستمولوجيا لا تعترف بطبيعة منطقها العلمي باكتمال المعرفة ونهايات وضع القوانين والتمذهب.
ويأتي التحدي أمام الإبستمولوجيا في مجال العلوم الإنسانية بالذات وبأكثر من مجال العلوم الطبيعية، ففي مجال العلوم الطبيعية يمكن أن تمضي الإبستمولوجيا في محاولة دراسة أثر الذبذبات التي تحدثها أجنحة بعوضة في الأرجنتين على حالة الطقس في أمريكا الشمالية. ولكن يصعب دراسة الآثار المنعكسة للاتساع الكوني اللانهائي على مزاج الإنسان واتزانه العصبي. فالإنسان ليس منفصلاً مستقلاً عن جدل الطبيعة الكونية الذي تكوّن ضمنه ويتأثر به.
فارق المرجعيتين في تأسيس قواعد الفهم:
إذا كانت الإبستمولوجيا قد إعتمدت قاعدة الفهم والمفاهيم المنبنية على تطور العقل الطبيعي الوضعي، بإتجاه علمي مفتوح وبآليات تحليلية وتفكيكية تعالج مادة مرئية ومتوافرة وقابلة لشتى أنواع الإختبارات الملموسة، فإن مشكلتها مع المؤثرات فوق الطبيعية متفاقمة ومعقدة بطبيعتها؛ وذلك ببساطة لأنها فوق متناولها. ولذلك جاء موقف الاستبعاد، غير أن الاستبعاد لم يحل المشكلة حلاً علمياً وبمنطق الإبستمولوجيا المفتوح نفسه. إضافة إلى أن قدرات التطور العلمي وسقفه الآن المتمثل في الثورة العلمية الفضائية الفيزيائية لم تعط سوى (مؤشرات) يمكن للشروط العلمية التعامل معها على استحياء. وهذا ما أسميه التعامل العلمي باستحياء من خلال (الانبهار بالكون).
وهذا الإنبهار يستعيد للنفوس العالمة بتجاوبها مع أحاسيس (الفطرة) التي تمس بأحاسيسها ولا تلامِس بأدواتها العلمية، مداخل الوعي العلمي لمؤثرات ما فوق الطبيعة بعد أن انتقلت بالثورة الفيزيائية من غلاف الأرض إلى لانهائيات الكون. ثم عادت بأدواتها لتحلل ما هو داخل الغلاف الأرضي.
إذن الذي ينقص المعالجة هو المزيد من التطور العلمي الكوني وبذات المنطق الإبستمولوجي حتى نصل إلى اللامتناهيات العلمية في كون لا متناه في تكوينه. وهذا ما لم نبلغه بعد وتحاول البشرية العالمة الوصول إليه وتطور قدراتها وخبراتها.
غير أن مساراً آخر يشق طريقه في عالم المعرفة ليسد هذا النقص ليؤكد من ناحية على أثر ما فوق الطبيعة على الطبيعة، ويسد من ناحية أخرى نقص المعرفة وبذات النهج الإبستمولوجي الذي تمرد عليه وعلى الوضعية معاً.
هنا بالذات يفرض القرآن نفسه ويضعها قيد الاختبار الإبستمولوجي. علماً بأنه يأتي من ذات العالم الغريب على أدوات الإبستمولوجيا المعاصرة، يأتي ليستوعب محدوديتها ثم يستصحبها دون عداء بالاتجاه الكوني اللانهائي. فالقرآن قد حطم في معرض إظهاره لأزلية القدرة الإلهية فرضيات السببية الجامدة ونتائجها الوضعية، فأكد على لانهائيات الناتج في الخلق مهما كانت محددات العناصر المركبة له: ﴿وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾([3]).
ومع تفكيك القرآن لقاعدة السببية الوضعية الدغمائية في سورة الرعد؛ بحيث يجعل الخلق لا متناهياً في تنوعه مع صدوره عن متناهيات محددة هي تراب يسقى بماء واحد، يعيد القرآن التفكيك مجدداً ليخلق من خصائص المركب الواحد تنوعاً: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾([4]).
تشكل قواعد المفاهيم التي ذكرناها (تأصيلاً) لمناهج المعرفة البشرية في أطرها العامة، سواء تلك التي قعّدت نفسها على جدل الطبيعة أو جدل الغيب أو جدل الإنسان، أو ما بين هذه الجدليات على تفاوت في نسبية العلاقة، أو المسميات أو مراحل التطور العقلي بداية من الإحيائية (Animistic) ومروراً باللاهوت وإنتهاءاً بالعقل الوضعي بين مرحلتيه، الطبيعي العام ثم الطبيعي المقيد إلى العلم.
يمت كل ذلك إلى (أصولية المعرفة) وجذورها التقليدية، حيث بدأ العالم الصناعي المتقدم ومنذ الثلاثينات وبداية بحلقة فيينا في نسج قاعدة جديدة للمفاهيم اتسمت بالنزعة الإبستمولوجية (Epistemology) التي فتحت الأصول التقليدية السابقة للمعرفة على النسبية المفضلة للاحتمالية، وعلى التحليلية المتماهية مع الثورة الفيزيائية التي هيمنت على الظواهر بمنطق التفكيك.
فالإبستمولوجيا تحرير للمعرفة من الأصولية التقليدية أوجدت قاعدة جديدة للمفاهيم بما في ذلك تحليل المفاهيم نفسها والحفر لا في تاريخ ميلادها فحسب ولكن كيفية إنتاجها ضمن شروط تاريخية معينة للوعي والدلالة، فاتخذت قواعد المفاهيم أطراً جديدة تحررت من ثوابت كل المناهج السابقة، وضعية كانت أو غيبية.
التحرر المعرفي والقطيعة المعرفية
صحيح أن الكثير من المفكرين قد اتخذ من هذا التحرر المعرفي الإبستمولوجي في ظل التحليلية النقدية العلمية المفتوحة ذريعة لإحداث قطيعة معرفية مع الأصولية التقليدية التي انبنت عليها قواعد المفاهيم التقليدية السابقة، غير أن الأمر يختلف لدى بعض آخر من أمثال كاتب هذه السطور. فليس المحتوم هو امتشاق المعرفية لإحداث قطيعة معرفية مع (الموضوعات) التي استثارتها الخبرة الإنسانية في ماضيها، سواء أكانت غيبية أو وضعية، وإنما المطلوب هو “إعادة إكتشافها” وفق توجهات المنهج المعرفي الإبستمولوجي المعاصر وأدواته التحليلية المفتوحة. فمادة المواضيع الموروثة تبقى قائمة (الله) سبحانه وتعالى وكذلك القوانين الطبيعية، ولكن الذي يختلف منهجياً هو تأسيس قواعد مفاهيم جديدة للتعامل مع جدل الغيب وجدل الطبيعة، القضية هنا إعادة اكتشاف بمنطق تحليلي نقدي علمي مفتوح.
قد حطمت الإبستمولوجيا الدغمائية الوضعية، ولكنها حطمت أيضاً الدغمائية اللاهوتية ومترسبات الإحيائية ولكن مع وجود فارق أساسي في طبيعة تحطيم المادتين بسبب من كيفية التناول. فتحطيم البناء الوضعي الدغمائي سهل جداً في مجرى التطور الذهني بإتجاه الإبستمولوجيا، لأنه تطور ينبعث من ذات موجبات العقل الطبيعي وفي سبيل مزيد من إحداث التطور في مجريات هذا العقل الطبيعي أما تحطيم المادة الغيبية فيتم في إطار نفس المنازلة والمجابهة بين العقل الطبيعي وعالم الغيب اللامرئي، حتى ضمن مستوياته التقليدية فالإبستمولوجيا تعمد لاستبعاد الغيب إلى دافعين:
أولاً: استكانتها للمنطق العقلي الطبيعي الوضعي الموروث الذي ولدت ضمنه وإن تمردت عليه.
وثانياً: لأن الغيب بوصفه ما فوق الطبيعة ليس في متناول إحداثياتها وطبيعة المادة التي تعالجها.
ولكن، وهنا الجانب الإيجابي الخطير، إنَّ المنهج الإبستمولوجي العلمي التحليلي النسبي الإحتمالي المفتوح الذي أدان ويدين كل الثوابت المعرفية والدغمائية بإعادة اكتشافها وتحليلها يتخذ منطقياً ذات الموقف تجاه ثوابت الغيب بأصوله اللاهوتية والإحيائية ليعيد طرح مادته –المادة الغيبية- ضمن معايير الاحتمالات طالما أن المنطق الإبستمولوجي نفسه يرفض تأسيس مذهبية وضعية مطلقة.
إذن: ماهو فوق الطبيعة أو وراء الطبيعة يشكل مادة للبحث، ولكن ما مدى القابلية لبحثه وفق مواصفات المنهج المعرفي؟ هنا الإشكالية التي تدفع البعض لاستبعاده؛ لأنه ببساطة خارج منطوق البحث ودائرته. ولكن هذه الخلاصة تشكل ردة في الإبستمولوجيا إلى التقيد بالمذهبية الوضعية التي سبق لإرثها العقلي الطبيعي أن رفض التعامل مع ما هو فوق الطبيعة وإعطاءها حقها في البحث الإبستمولوجي كإمكانية وجودية قائمة. خصوصاً وأن الإبستمولوجيا لا تعترف بطبيعة منطقها العلمي باكتمال المعرفة ونهايات وضع القوانين والتمذهب.
ويأتي التحدي أمام الإبستمولوجيا في مجال العلوم الإنسانية بالذات وبأكثر من مجال العلوم الطبيعية، ففي مجال العلوم الطبيعية يمكن أن تمضي الإبستمولوجيا في محاولة دراسة أثر الذبذبات التي تحدثها أجنحة بعوضة في الأرجنتين على حالة الطقس في أمريكا الشمالية. ولكن يصعب دراسة الآثار المنعكسة للاتساع الكوني اللانهائي على مزاج الإنسان واتزانه العصبي. فالإنسان ليس منفصلاً مستقلاً عن جدل الطبيعة الكونية الذي تكوّن ضمنه ويتأثر به.
فارق المرجعيتين في تأسيس قواعد الفهم:
إذا كانت الإبستمولوجيا قد إعتمدت قاعدة الفهم والمفاهيم المنبنية على تطور العقل الطبيعي الوضعي، بإتجاه علمي مفتوح وبآليات تحليلية وتفكيكية تعالج مادة مرئية ومتوافرة وقابلة لشتى أنواع الإختبارات الملموسة، فإن مشكلتها مع المؤثرات فوق الطبيعية متفاقمة ومعقدة بطبيعتها؛ وذلك ببساطة لأنها فوق متناولها. ولذلك جاء موقف الاستبعاد، غير أن الاستبعاد لم يحل المشكلة حلاً علمياً وبمنطق الإبستمولوجيا المفتوح نفسه. إضافة إلى أن قدرات التطور العلمي وسقفه الآن المتمثل في الثورة العلمية الفضائية الفيزيائية لم تعط سوى (مؤشرات) يمكن للشروط العلمية التعامل معها على استحياء. وهذا ما أسميه التعامل العلمي باستحياء من خلال (الانبهار بالكون).
وهذا الإنبهار يستعيد للنفوس العالمة بتجاوبها مع أحاسيس (الفطرة) التي تمس بأحاسيسها ولا تلامِس بأدواتها العلمية، مداخل الوعي العلمي لمؤثرات ما فوق الطبيعة بعد أن انتقلت بالثورة الفيزيائية من غلاف الأرض إلى لانهائيات الكون. ثم عادت بأدواتها لتحلل ما هو داخل الغلاف الأرضي.
إذن الذي ينقص المعالجة هو المزيد من التطور العلمي الكوني وبذات المنطق الإبستمولوجي حتى نصل إلى اللامتناهيات العلمية في كون لا متناه في تكوينه. وهذا ما لم نبلغه بعد وتحاول البشرية العالمة الوصول إليه وتطور قدراتها وخبراتها.
غير أن مساراً آخر يشق طريقه في عالم المعرفة ليسد هذا النقص ليؤكد من ناحية على أثر ما فوق الطبيعة على الطبيعة، ويسد من ناحية أخرى نقص المعرفة وبذات النهج الإبستمولوجي الذي تمرد عليه وعلى الوضعية معاً.
هنا بالذات يفرض القرآن نفسه ويضعها قيد الاختبار الإبستمولوجي. علماً بأنه يأتي من ذات العالم الغريب على أدوات الإبستمولوجيا المعاصرة، يأتي ليستوعب محدوديتها ثم يستصحبها دون عداء بالاتجاه الكوني اللانهائي. فالقرآن قد حطم في معرض إظهاره لأزلية القدرة الإلهية فرضيات السببية الجامدة ونتائجها الوضعية، فأكد على لانهائيات الناتج في الخلق مهما كانت محددات العناصر المركبة له: ﴿وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾([3]).
ومع تفكيك القرآن لقاعدة السببية الوضعية الدغمائية في سورة الرعد؛ بحيث يجعل الخلق لا متناهياً في تنوعه مع صدوره عن متناهيات محددة هي تراب يسقى بماء واحد، يعيد القرآن التفكيك مجدداً ليخلق من خصائص المركب الواحد تنوعاً: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾([4]).
rahmani yassine- عدد المساهمات : 252
نقاط : 362
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 41
الموقع : http://rahmaniastro.wordpress.com/
رد: اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
سلام الله عليك وبعد اخي ياسين : أقتباس:-----------------------
استكانتها للمنطق العقلي الطبيعي الوضعي الموروث الذي ولدت ضمنه وإن تمردت عليه.
---------------------------------------------------------------
الفكر الوضعي إنه فكر أوجست كونت وهو يستبعد الدين كمرحلة أولى
ولا أظنك نشأت بفكر وضعي والحمد لله أنت و نزعة إسلامية للغاية
فلماذا تصف نفسك بأنك من ضمن الفكر الوضعي لا علينا
----------------------------------
إقتباس2:قد حطمت الإبستمولوجيا الدغمائية الوضعية، ولكنها حطمت أيضاً الدغمائية اللاهوتية ومترسبات الإحيائية ولكن مع وجود فارق أساسي في طبيعة تحطيم المادتين بسبب من كيفية التناول. فتحطيم البناء الوضعي الدغمائي سهل جداً في مجرى التطور الذهني بإتجاه الإبستمولوجيا، لأنه تطور ينبعث من ذات موجبات العقل الطبيعي وفي سبيل مزيد من إحداث التطور في مجريات هذا العقل الطبيعي أما تحطيم المادة الغيبية فيتم في إطار نفس المنازلة والمجابهة بين العقل الطبيعي وعالم الغيب اللامرئي
---------------------------------
لا أطن أنه بسهولة يمكن تحطيم الفكر الوضعي
ولا الفكر اللاهوتي
ثم ماذا تقصد بالفكر اللاهوتي الدوغمائي
هل تقصد المقلدة الدينيين أي السلفية والصوفية والجامدين أتباع الفكر المنغلق من كل اتيارات
ثم لو عرضت شئيا من افكار الوضعية المنطقية أتباع برتراند راسل
لربما اقتنع الجميع بفكره فضلا عن ان يهدموا اقواله
أقول شيئا أخ ياسين
ليس من السهل هدم نظرية فيلسوف مهما كان مخطئا لأنه في البداية اقتنع بها رغم كبر فكره فلا بد من نوع جاذبية في فكرته تلك ثم هو في الناهية يزينها بأنواع الحجج والبراهين والتلفيقات بحيث يصعب على من لم يبتعمق في فكرهم أن يكتشف موضع الشبهة
ولو شئتم ان امثل قليلا دور رجل وضعي منطقي لبعض الوقت
ونرى قوة الحجج التي قد نجدها في فكرهم
استكانتها للمنطق العقلي الطبيعي الوضعي الموروث الذي ولدت ضمنه وإن تمردت عليه.
---------------------------------------------------------------
الفكر الوضعي إنه فكر أوجست كونت وهو يستبعد الدين كمرحلة أولى
ولا أظنك نشأت بفكر وضعي والحمد لله أنت و نزعة إسلامية للغاية
فلماذا تصف نفسك بأنك من ضمن الفكر الوضعي لا علينا
----------------------------------
إقتباس2:قد حطمت الإبستمولوجيا الدغمائية الوضعية، ولكنها حطمت أيضاً الدغمائية اللاهوتية ومترسبات الإحيائية ولكن مع وجود فارق أساسي في طبيعة تحطيم المادتين بسبب من كيفية التناول. فتحطيم البناء الوضعي الدغمائي سهل جداً في مجرى التطور الذهني بإتجاه الإبستمولوجيا، لأنه تطور ينبعث من ذات موجبات العقل الطبيعي وفي سبيل مزيد من إحداث التطور في مجريات هذا العقل الطبيعي أما تحطيم المادة الغيبية فيتم في إطار نفس المنازلة والمجابهة بين العقل الطبيعي وعالم الغيب اللامرئي
---------------------------------
لا أطن أنه بسهولة يمكن تحطيم الفكر الوضعي
ولا الفكر اللاهوتي
ثم ماذا تقصد بالفكر اللاهوتي الدوغمائي
هل تقصد المقلدة الدينيين أي السلفية والصوفية والجامدين أتباع الفكر المنغلق من كل اتيارات
ثم لو عرضت شئيا من افكار الوضعية المنطقية أتباع برتراند راسل
لربما اقتنع الجميع بفكره فضلا عن ان يهدموا اقواله
أقول شيئا أخ ياسين
ليس من السهل هدم نظرية فيلسوف مهما كان مخطئا لأنه في البداية اقتنع بها رغم كبر فكره فلا بد من نوع جاذبية في فكرته تلك ثم هو في الناهية يزينها بأنواع الحجج والبراهين والتلفيقات بحيث يصعب على من لم يبتعمق في فكرهم أن يكتشف موضع الشبهة
ولو شئتم ان امثل قليلا دور رجل وضعي منطقي لبعض الوقت
ونرى قوة الحجج التي قد نجدها في فكرهم
بلال الشعراوي- عدد المساهمات : 372
نقاط : 336
تاريخ التسجيل : 28/11/2008
العمر : 40
رد: اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
أ خي الحبيب الشعرواي
فيما يخص المناقشات التي نقوم بها معا، أستسمحك ان أقوم بتدوين كل ملاحظاتك والرد عليك في مقال ان قبلت طبعا لأني متبن هذه الفكرة منذ أزيد من 10 سنوات هاته بعض الكتب التي أنصحك بقراءتها:
و هي كلها لأبو القاسم حاج حمد رحمه الله الذي توفي سنة 2003
ابستمولوجية المعرفة الكونية
المنهجية المعرفية للقرآن الكريم
العالمية الإسلامية الثانية بجزئيها
مقالات مطولة لحاج حمد
كما يمكنك الإطلاع على مقالات يمنى طريف الخولي
منى أبو الفضل
فتحي حسن ملكاوي
طه جابر العلواني
سبيط النيلي
يجب أن تذكر ما جرى بيننا في المكالمة لا تنسى يا شعراوي
فيما يخص المناقشات التي نقوم بها معا، أستسمحك ان أقوم بتدوين كل ملاحظاتك والرد عليك في مقال ان قبلت طبعا لأني متبن هذه الفكرة منذ أزيد من 10 سنوات هاته بعض الكتب التي أنصحك بقراءتها:
و هي كلها لأبو القاسم حاج حمد رحمه الله الذي توفي سنة 2003
ابستمولوجية المعرفة الكونية
المنهجية المعرفية للقرآن الكريم
العالمية الإسلامية الثانية بجزئيها
مقالات مطولة لحاج حمد
كما يمكنك الإطلاع على مقالات يمنى طريف الخولي
منى أبو الفضل
فتحي حسن ملكاوي
طه جابر العلواني
سبيط النيلي
يجب أن تذكر ما جرى بيننا في المكالمة لا تنسى يا شعراوي
rahmani yassine- عدد المساهمات : 252
نقاط : 362
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 41
الموقع : http://rahmaniastro.wordpress.com/
رد: اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
نسيت ذكر محمد عابد الجابري
rahmani yassine- عدد المساهمات : 252
نقاط : 362
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 41
الموقع : http://rahmaniastro.wordpress.com/
رد: اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
قل الحقيقة يا بلال طحتلك على القوستو تاعك
rahmani yassine- عدد المساهمات : 252
نقاط : 362
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 41
الموقع : http://rahmaniastro.wordpress.com/
رد: اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
إقتباس:يمكن أن تمضي الإبستمولوجيا في محاولة دراسة أثر الذبذبات التي تحدثها أجنحة بعوضة في الأرجنتين على حالة الطقس في
أمريكا الشمالية
--------------------------------
هذا ما يسمى بمقعول الفراشة وهو من الامور التي تدعو للدهشه والفوضى وعدم القابلية للتنبأ
-وقد بدأت الفكرة مع هنري بوانكريه في الرياضيات-
أي انه لا يمكن التنبأ رياضيا ببعض الظواهر
ومنها الأحوال جوية لأكثر من 7 أيام
----------------------------
إقتباس:ولكن يصعب دراسة الآثار المنعكسة للاتساع الكوني اللانهائي على مزاج الإنسان واتزانه العصبي. فالإنسان ليس منفصلاً مستقلاً عن جدل الطبيعة الكونية الذي تكوّن ضمنه ويتأثر به.
-----------------------------------------
لاحظ هذه العبارة لا يصبح لها معنى مقبول لاننا عجزنا عن التنبأ حسب مفعول الفراشة effet papillon
ما دام في الطبيعة اصلا أشياء لا يمكن دراستها إبيستيمولوجيا
ولكن أقول حتى في القسم الثاني الذي ذكره صاحب المقال هناك
ففي الامور الكونية أشياء يمكن ربطها بالنفس البشرية وما تتأثر به
فقط يمكن الوصول غلى ان العلاقة ضعيفة بين هذا وذاك
فقط في الامور النفسية يبحث عن الاشياء ذات العلاقة القوية وذات التاثير المباشر لان المأثرات لانهائية
----------------------------
إعلم اخي ياسين ان النقاش الحقيقؤ لم يبدأ بعد
أمريكا الشمالية
--------------------------------
هذا ما يسمى بمقعول الفراشة وهو من الامور التي تدعو للدهشه والفوضى وعدم القابلية للتنبأ
-وقد بدأت الفكرة مع هنري بوانكريه في الرياضيات-
أي انه لا يمكن التنبأ رياضيا ببعض الظواهر
ومنها الأحوال جوية لأكثر من 7 أيام
----------------------------
إقتباس:ولكن يصعب دراسة الآثار المنعكسة للاتساع الكوني اللانهائي على مزاج الإنسان واتزانه العصبي. فالإنسان ليس منفصلاً مستقلاً عن جدل الطبيعة الكونية الذي تكوّن ضمنه ويتأثر به.
-----------------------------------------
لاحظ هذه العبارة لا يصبح لها معنى مقبول لاننا عجزنا عن التنبأ حسب مفعول الفراشة effet papillon
ما دام في الطبيعة اصلا أشياء لا يمكن دراستها إبيستيمولوجيا
ولكن أقول حتى في القسم الثاني الذي ذكره صاحب المقال هناك
ففي الامور الكونية أشياء يمكن ربطها بالنفس البشرية وما تتأثر به
فقط يمكن الوصول غلى ان العلاقة ضعيفة بين هذا وذاك
فقط في الامور النفسية يبحث عن الاشياء ذات العلاقة القوية وذات التاثير المباشر لان المأثرات لانهائية
----------------------------
إعلم اخي ياسين ان النقاش الحقيقؤ لم يبدأ بعد
بلال الشعراوي- عدد المساهمات : 372
نقاط : 336
تاريخ التسجيل : 28/11/2008
العمر : 40
رد: اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
راني عندي سنوات وانا ابحث عن واحد يستثير أفكاري الفلسفية
وها قد وجدت اخيرا
قالو طحتلي على القوسطو
أرواح جاي آراجل
راني نموت على اللي كيفك
وها قد وجدت اخيرا
قالو طحتلي على القوسطو
أرواح جاي آراجل
راني نموت على اللي كيفك
بلال الشعراوي- عدد المساهمات : 372
نقاط : 336
تاريخ التسجيل : 28/11/2008
العمر : 40
رد: اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
إليك يا بلال التالي وردها علي ان استطعت هاهاهاههاهاهاهاهاهاهاهاهاها
rahmani yassine- عدد المساهمات : 252
نقاط : 362
تاريخ التسجيل : 02/08/2009
العمر : 41
الموقع : http://rahmaniastro.wordpress.com/
رد: اسلامية المعرفة ومفاهيم القضايا الكونية 2- هدية مني إلى بلال الشعراوي
المشكلة اخي ياسين انك لم ترد على ماقلت بعد
أم انك لا تستطيع
أعرف انك تستطيع
وانتظر ذلك بفارغ الصبر
حتى انتقل إلى الجولة الموالية
هههههههههههههه
أم انك لا تستطيع
أعرف انك تستطيع
وانتظر ذلك بفارغ الصبر
حتى انتقل إلى الجولة الموالية
هههههههههههههه
بلال الشعراوي- عدد المساهمات : 372
نقاط : 336
تاريخ التسجيل : 28/11/2008
العمر : 40
مواضيع مماثلة
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -3- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -4- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -5- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -6- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -7- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -4- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -5- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -6- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
» إسلامية المعرفة: المفاهيم والقضايا الكونية -7- هدية مني إليك يا بلال الشعرواي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى